النبرة المتشددة لبنك كندا تمهد الطريق نحو ارتفاع الدولار الكندي

ارتفع الدولار الكندي يوم الأربعاء بعد صدور محضر اجتماع بنك كندا، و الذي حمل نظرة متفائلة حول الاقتصاد المحلي والعالمي أيضا، ما يعني سياسة نقدية أكثر تشددا في المستقبل،و هذا ما قد قد يفتح الباب أنان مزيدا من الارتفاعات لعملة الكندية.

البنك المركزي الكندي ترك سعر الفائدة دون تغيير عند 1.75٪ في اجتماعه الأخير لعام 2019 ، تماشيا مع توقعات السوق ، ولكن لهجة البيان المصاحب فاجأت الأسواق المالية. حيث توقع الكثيرون تكرار نفس الخطاب المتشائم كما في الاجتماعات الاخيرة، لكن العكس هو الذي حدث.

تحسن الاقتصاد ومعدلات التضخم قريبة من الهدف:

 و أشار محضر الاجتماع إلى الوضع الاقتصادي القوي في كندا ، حيث لاحظ بنك كندا ارتفاعًا غير متوقع في الاستثمار التجاري في الربع  الأخير ، والذي صاحبته زيادات قوية في بناء المساكن، و انخفاض تكاليف الرهن العقاري. على الرغم من أن إنفاق المستهلكين في تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأخير لم يكن جيدًا كما كان يأمل.

معدلات التضخم حاليًا  تتراوح في حدود 1.864 %  وهوما يتماشى مع هدف بنك كندا ويتوقع  البنك ارتفاعها في الشهور المقبلة بسبب الارتفاع الموسمي لاسعار الطاقة وأن تبقى في حدود 2% خلال العامين المقبلين  هناك خلال العامين المقبلين .

استقرار معدلات الفائدة نقطة مهمة جدا، فعادة ما يتم اتخاذ قرارات سعر الفائد  بناءا على توقعات ضغوط الأسعار المحلية ، والتي تتأثر بانحسار وزيادة النمو الاقتصادي في البلاد.

تسارع النمو يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وبالتالي عملة أقوى.

مؤشرات على استقرار الاقتصاد العالمي:

و قال بنك كندا يوم الأربعاء إنه يرى "دلائل بدأت تلوح" على الاستقرار في الاقتصاد العالمي.

فقد كان تراجع مؤشرات الاقتصاد العالمي من أهم الأسباب التي دفعت بنك كندا إلى اتباع سياسة نقدية تيسيرية  .

و كان محافظ بنك كندا " ستيفن بولوز" قالفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني خلال لقاء أمام  لجنة أونتاريو للأوراق المالية أن أسعار الفائدة الكندية الحالية " مناسبة" .

 قبل أيام فقط، أدلى نائب المحافظ كارولين ويلكينز بتعليقات أخرى تشير إلى أن تخفيض سعر الفائدة قد يكون وشيكًا.

وقال بنك كندا نفسه ، في بيانه الرسمي لسعر الفائدة ، في أكتوبر / تشرين الأول ، إنه سيتم اختبار مرونة الاقتصاد من خلال خلفية عالمية ضعيفة في الأشهر المقبلة.

يبدو أن الامور تسير في صلاح الدولار الكندي (و أيضا عملات السلع الاخرى)، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين حاليا في حالة هدنة ولو مؤقتة ، و امكانية التوقيع على المرحلة الاولى بات ممكنا.

كما أن الكونغرس الأمريكي قام بالمصادقة على اتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة و المكسيك و كندا و التي تعرف اختصارا باسم USMCA، و التي سوف تعوض الاتفاقية السابقة و التي تعرف باسم نافتا NAFTA.

للتذكير فإن أسعار الفائدة الكندية بقية ثابتة على مدار العام الجاري، على الرغم من قيام أغلب البنوك المركزية العالمية بتخفيض الفائدة ومنها البنك الاحتياطي الفيدرالي.

وكان بنك كندا قد رفع أسعار الفائدة من أدنى مستوياتها عند 0,50%، في خمس مناسبات بداية من تموز/يوليو 2017 حتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018.

هذا الأمر أعطى دفعا قويا للعملة الكندية مقابل أغلب العملات الرئيسية، و لكن في الاشهر الاخيرة بدا الشك يراود الأسواق في امكانية أن يتبع بنك كندا نهجد البنوك الأخرى و يخفض الفوائد، خاصة بالنظر إلى النظرة التشاؤمية التي تمييز تقارير البنك الدورية حول توقعاته الاقتصادية.


Beyond Technical AnalysisFundamental AnalysisTrend Analysis

Aussi sur:

Publications connexes

Clause de non-responsabilité